أحوالنا 

زينب إسماعيل تكتب: وصية غالية.. لمن يعتبر 

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

 أثناء عودة الإسكندر المقدوني من إحدى المعارك التي حقق فيها الإنتصارات ، وحين وصوله إلى مملكته ، اعتلت صحته ولزم الفراش شهورا عديدة ، وحين حضرته المنية ـ الذي ملك مشارق الأرض ومغاربها ـ  أدرك أن انتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع ما ملك سوف تذهب أدراج الرياح ولن تبقى معه أكثر مما بقت .. حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه  ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه، وقال له: إني سوف أغادرهذه الدنيا قريباً ولي ثلاث أمنيات أرجوك أن تحققها لي دون أي تقصير. فاقترب منه القائد وعيناه مغرورقتان بالدموع وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيرة ، قال الإسكندر : وصيتي الأولى أن لايحمل نعشي عند الدفن إلا اطبائي ولا أحد غير أطبائي .. والوصية الثانية أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي، أما الوصية الاخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وابقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان!!
     حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره  ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال ، إنما هلا أخبرني سيدي مغزى هذه الوصايا الثلاث ؟
   أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن، أما الوصية الأولى، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع اليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر.. وأما الوصية الثانية ، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب ! وأما الوصية الثالثة ، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي أيضا!
    كان آخر كلمات الإسكنر قبل موته : أمر بأن لايبنى أي نصب تذكاري على قبره بل طلب أن يكون قبره عادياً ، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب ، خرج من الدنيا خالي اليدين !!
     هناك إختلاف وقع فيه البعض حول الإسكندر المقدوني وهل هو ذو القرنين الذي جاء ذكره في سورة الكهف أم لا ؟ والإجابة عن السؤال جاءت  من علماء المسلمين بالنفي حيث قال ابن تيمية : ليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور في القرآن كما يظن البعض ، ذلك أن ذو القرنين كان مسلمًا موحدًا أما المقدوني كان مشركًا هو وأهل بلده اليونان كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأوثان"..وذلك قبل ظهورالإسلام.

[email protected]